أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة ، قال : من هذه . قالت : فلانة ، تذكر من صلاتها ، قال : مه ، عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا .
وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 43 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
مه: هي كلمة مبنية على السكون ، والمعنى اكفف ، يقال مهمهته إذا زجرته
وقال الداودي : أصل هذه الكلمة " ما هذا " كالإنكار فطرحوا بعض اللفظة فقالوا مه فصيروا الكلمتين كلمة ،
وهذا الزجر يحتمل أن يكون لعائشة ، والمراد نهيها عن مدح المرأة بما ذكرت ، ويحتمل أن يكون المراد النهي عن ذلك الفعل ، وقد أخذ بذلك جماعة من الأئمة ، فقالوا : يكره صلاة جميع الليل
عليكم بما تطيقون: أي اشتغلوا من الأعمال بما تستطيعون المداومة عليه ، فمنطوقه يقتضي الأمر بالاقتصار على ما يطاق من العبادة ، ومفهومه يقتضي النهي عن تكلف ما لا يطاق .
وقال القاضي عياض : يحتمل أن يكون هذا خاصا بصلاة الليل ، ويحتمل أن يكون عاما في الأعمال الشرعية .
قلت : سبب وروده خاص بالصلاة ، ولكن اللفظ عام ، وهو المعتبر . وقد عبر بقوله " عليكم " مع أن المخاطب النساء طلبا لتعميم الحكم ، فغلبت الذكور على الإناث
إن الله لا يمل حتى تملوا: معناه عند أهل العلم :
إن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم العمل وتقطعونه فينقطع عنكم ثوابه ، ولا يسأم من أفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل .
وأنتم متى تكلفتم من العمل والعبادة ما لا تطيقون وأسرفتم لحقكم الملل وضعفتم عن العمل ، فانقطع عنكم الثواب بانقطاع العمل .
يحضهم بهذا المعنى على القليل الدائم ، ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها ، وأن ذلك سبب إلى قطع العمل
و الله تعالى اعلم
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق