إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل . فقلت : نعم ،
قال : إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ، ونفهت له النفس ،
لا صام من صام الدهر ، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله .
قلت : فإني أطيق أكثر من ذلك ،
قال : فصم صوم داود عليه السلام ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ،
ولا يفر إذا لاقى ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1979 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث يتكلم عن ان عمرو بن العاص زوّج ابنه عبد الله من امرأة قرشية ذات حسب
فكان يزورهم ليتفقد احوالهم و يسألها عن معاملته لها
فاجابته بادب انه كان من خير الرجال لم يدخل لها فى فراش ، و لا يتدخل فى امورها
و هى شكوى باسلوب مستتر عن تقصيره فى حقها و عدم اهتمامه بها
فصبر عمرو بن العاص رضى الله عنه على ابنه لعل حاله يتغير ، فلما استمر على ذلك شكاه الى النبى صلى الله عليه و سلم
فقال النبى صلى الله عليه و سلم لعمرو بن العاص ان يرتب بينهم لقاء
فسأله عن كيفية صيامه و قيامه
و ناقشه حتى توصلا ان يخفف عبد الله بن عمرو بن العاص من عبادته صيانة لحق زوجته ، فيختم قراءة القرآن فى سبع ليال ، و يصوم يوم و يفطر يوم و هو صيام نبى الله داود عليه السلام
أنكحني أبي: أي زوجني
امرأة ذات حسب: وهي أم محمد بنت محمية - بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم بعدها تحتانية مفتوحة خفيفة - ابن جزء الزبيدي حليف قريش
نِعْمَ الرجل من رجل: اى انه من افضل او من خير الرجال
لم يطأ لنا فراشا: أي لم يضاجعنا حتى يطأ فراشنا
ولم يفتش لنا كنفا: وأرادت بذلك الكناية عن عدم جماعه لها ، لأن عادة الرجل أن يدخل يده مع زوجته في دواخل أمرها .
وقال الكرماني : يحتمل أن يكون المراد بالكنف الكنيف وأرادت أنه لم يطعم عندها حتى يحتاج إلى أن يفتش عن موضع قضاء الحاجة ، كذا قال ،
والأول أولى
فلما طال ذلك: أي على عمرو ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وكأنه تأنى في شكواه رجاء أن يتدارك ، فلما تمادى على حاله خشي أن يلحقه إثم بتضييع حق الزوجة فشكاه
فقال القني: أي قال لعبد الله بن عمرو بأنه أرسل إليه أولا ثم لقيه اتفاقا فقال له : اجتمع بي
يقرأ على بعض أهله: أي على من تيسر منهم ، وإنما كان يصنع ذلك بالنهار ليتذكر ما يقرأ به في قيام الليل خشية أن يكون خفي عليه شيء منه بالنسيان
و الله تعالى اعلم
للمزيد
المصدر : http://ahadith01.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق