عن حذيفة بن اليمان: قال عمر رضي الله عنه : أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة ؟
قلت : أنا أحفظه كما قال .
قال : إنك عليه لجريء ، فكيف ؟
قلت : فتنة الرجل في أهله وولده وجاره ، تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف
قال : ليس هذه أريد ، ولكني أريد التي تموج كموج البحر ،
قلت : ليس عليك بها يا أمير المؤمنين بأس ، بينك وبينها باب مغلق ،
قال ، فيُكسر الباب أو يُفتح ؟
قلت : لا ، بل يُكسر ،
قال : فإنه إذا كُسر لم يغلق أبدا .
قلت : أجل .
فهبنا أن نسأله من الباب ؟
فقلنا لمسروق : سله ، فسأله ، فقال : عمر رضي الله عنه .
قلنا : فعلم عمر من تعني ؟
قال : نعم ، كما أن دون غد ليلة ، وذلك أني قد حدثته حديثا ليس بالأغاليط ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1435 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
إنك عليه لجريء: اللام للتأكيد من الجراءة وهي الإقدام على الشيء
قال ابن بطال : أي أنك كثير السؤال عن الفتنة في أيامه - صلى الله عليه وسلم - فأنت اليوم جريء على ذكره عالم به
فتنة الرجل في أهله: مما يعرض له معهن من سوء أو حزن أو غير ذلك مما لم يبلغ كبيرة
وولده: بالاشتغال به من فرط المحبة عن كثير من الخيرات
وجاره: بأن يتمنى مثل حاله إن كان متسعا كل ذلك
ليس هذه أريد ، ولكني أريد التي تموج كموج البحر: اى ليس هذه الفتنة أريد ان اعرف عنها ولكني أريد الفتنة التي تتابع كموج البحر
ليس عليك بها يا أمير المؤمنين بأس: أي ليس عليك منها شدة ، فلا تخاف فانها لا تصيبك لأنه بينك و بينها باب مغلق
فإنه: أي الباب
إذا كسر لم يغلق أبدا: أشار به عمر إلى أنه إذا قُتل ظهرت الفتن فلا تسكن إلى يوم القيامة وكان كما قال لأنه كان سدا وبابا دون الفتنة فلما قتل كثرت الفتنة وعلم عمر أنه الباب
فهبنا أن نسأله من الباب: و الكلام على لسان احد الصحابة انهم خافوا ان يسألوا حذيفة وكان مهيبا عن الباب الذى سيُكسر فتدخل الفتنة
من الباب: أي من المراد بالباب
فقلنا لمسروق سله: اى اسأله لأنه كان أجرأ على سؤاله لكثرة علمه وعلو منزلته ، و مسروق اسم شخص
قلنا فعلم عمر من تعني ؟
قال نعم ، كما أن دون غد ليلة: اى انهم سألوا حذيفة اذا كان عمر علم انه هذا الباب كما يعلم أن الليلة أقرب من الغد ثم علل حذيفة ذلك بقوله
وذلك أني حدثته: أي عمر
حديثا ليس بالأغاليط: لا شبهة فيه
و الله تعالى اعلم
للمزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق