لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان .
وكان يقول : خذوا من الأعمال ما تطيقون . فإن الله لن يمل حتى تملوا.
وكان يقول : أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه ، وإن قل ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 782 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
سُمِّي شعبان بهذا الاسم لأنَّهم كانوا يتشعَّبون في الغارات بعد أن يَخرج شهر رجب الحرام، أو لتشعُّبهم في طلب الماء
واشتقاق شعبان من الشعب وهو الاجتماع و قيل سُمي به لأنه يتشعب فيه خير كثير كرمضان وقيل لأنهم كانوا يتشعبون فيه بعد التفرقة ويجمع على شعابين وشعبانات وقال ابن دريد سمي بذلك لتشعبهم فيه أي لتفرقهم في طلب المياه وفي ( المحكم ) سمي بذلك لتشعبهم في الغارات وقال ثعلب قال بعضهم إنما سمي شعبانا لأنه شعب أي ظهر بين رمضان ورجب وعن ثعلب كان شعبان شهرا تتشعب فيه القبائل أي تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية
كان النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم يَحتفي بشعبان ويصوم فيه أكثرَ من غيره من الشُّهور، حتَّى يُقال: لا يفطر، كما في حديث عائشة عند البخاري ومسلم:«كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان »
خذوا من الأعمال ما تطيقون . فإن الله لن يمل حتى تملوا: اى لا يترك إثابكم حتى تتركوا العمل ، والإفراط في العمل ربما أدى إلى تركه.
أو لا يقطع عنكم الثواب والفضل حتى تنقطعوا عن العمل الصالح
قال القرطبي وجه مجازه أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل ملالا عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية الشيء باسم سببه وقال الهروي معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فتزهدوا في الرغبة إليه وقال غيره معناه لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم وهذا كله بناء على أن حتى على بابها في انتهاء الغاية وما يترتب عليها من المفهوم وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل معناه لا يمل الله إذا مللتم وهو مستعمل في كلام العرب يقولون لا أفعل كذا حتى يبيض القار أو حتى يشيب الغراب ومنه قولهم في البليغ لاينقطع حتى ينقطع خصومه لأنه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية وهذا المثال أشبه من الذي قبله لأن شيب الغراب ليس ممكنا عادة بخلاف الملل من العابد وقال المازري قيل إن حتى هنا بمعنى الواو فيكون التقدير لا يمل وتملون فنفى عنه الملل وأثبته لهم قال وقيل حتى بمعنى حين والأول أليق وأجرى على القواعد وأنه من باب المقابلة اللفظية ويؤيده ما وقع في بعض طرق حديث عائشة بلفظ اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل لكن في سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقال بن حبان في صحيحه هذا من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف القصد مما يخاطب به الا بها وهذا رأيه في جميع المتشابه
أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه ، وإن قل: اى ان احب الأعمال الصالحة الى الله التى يواظب عليها الشخص حتى و لو كان هذا العمل قليل
فأن نداوم على العمل ولو قل فإننا كل يوم في قرب من الأجل فاللائق بنا استغنام العمل لا تركه وهذا العهد يخل به كثير ممن يتعبد بنفسه فيتعاطى أعمالا شاقة فتمل نفسه فيترك العمل آخر عمره جملة واحدة ولذلك تقول الناس حبل العبادة طويل
و الله تعالى اعلم
للمزيد
المصدر : http://ahadith01.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق