769 - إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه . فإني إنما ظننت ظنا . فلا تؤاخذوني بالظن . ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به . فإني لن أكذب على الله عز وجل - الإسلام يجب ما قبله

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الخميس، 31 ديسمبر 2020

769 - إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه . فإني إنما ظننت ظنا . فلا تؤاخذوني بالظن . ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به . فإني لن أكذب على الله عز وجل

 
مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل .
 فقال: ما يصنع هؤلاء ؟ ، فقالوا : يلقحونه .
 يجعلون الذكر في الأنثى فيتلقح .
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئا
قال: فأخبروا بذلك فتركوه .
 فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه .
 فإني إنما ظننت ظنا .
 فلا تؤاخذوني بالظن .
 ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به .
 فإني لن أكذب على الله عز وجل ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: طلحة بن عبيد الله التيمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2361 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
كان صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثا وخمسين سنة، حوله جبال وصحراء، وهاجر إلى المدينة، بلاد نخل وزروع، وبينما هو يمشي في طرقاتها بين النخيل، ومعه بعض أصحابه، رأى رجالا تسلقوا النخل، حتى وصلوا إلى سعفها، ورأى شيئا في أيديهم، يتحركون به، ولم يتبين ماذا يعملون، فسأل من معه: ماذا يصنع هؤلاء؟ قالوا: يلقحون النخل. لأن النخل في موسم معين يخرج طلعا، قوالب بداخلها فروع بيضاء على جانبيها بروز الثمر، ومليئة بما يشبه الدقيق، يخرج هذا في النخل الذكر ولا يثمر، ويخرج في الأنثى وهو أصل التمر، لكن بشرط أن يوضع شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يربطهم بالقضاء والقدر، فقال: لا أظن أن ذلك ينفعهم إلا بإرادة الله وقدرته، وأظن أنهم لو لم يفعلوا ذلك واعتمدوا على الله وسألوه لصلح، وكان من الممكن أن تحمل الريح طلع الذكر إلى الأنثى، وتقوم مقامهم، كما يحصل في كثير من الفواكه، مصداقا لقوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح [الحجر:22] لكن الله تعالى أراد أن يربط المسببات بالأسباب في هذه القصة، فلما سمعوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يلقحوا، خرج البلح شيصا، فلما رآه كذلك صلى الله عليه وسلم قال لهم: ما لتمركم هذا العام خرج شيصا؟ قالوا: لأننا لم نلقحه، استجابة لقولك كذا وكذا، قال: إنما قلت لكم ذلك من عند نفسي ظنا، ولست في ذلك مبلغا عن الله، فإذا أمرتكم بأمر مبلغا فالتزموه، وإذا أمرتكم بأمر من نفسي فأنتم وشأنكم، فأنتم أعلم بأمور دنياكم، وما دام في ذلك خير لكم فافعلوه.
 
فعادوا إلى تلقيح نخلهم، وعادت المدينة خير بلد، وتمرها خير تمر
 
قال النووي: قال العلماء: قوله "من رأيي" أي في أمر الدنيا ومعايشها، لا على التشريع، فأما ما قاله باجتهاده صلى الله عليه وسلم، ورآه شرعا، يجب العمل به، وليس إبار النخل من هذا النوع، بل من النوع المذكور قبله، قال: مع أن لفظة "الرأي" إنما أتى بها عكرمة على المعنى، لقوله في آخر الحديث: قال عكرمة أو نحو هذا، فلم يخبر بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم محققا، قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبرا، وإنما كان ظنا، كما بينه في هذه الروايات، قالوا: ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش، وظنه كغيره، فلا يمتنع وقوع مثل هذا، ولا نقص في ذلك، وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها. اهـ
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

المصدر : http://ahadith01.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author الإسلام يجب ما قبله  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالكافر إذا أسلم غفر الله له ما كان سلف منه من الكفر فضلا عن المعاصي التي هي دونه ...

اعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *